روى مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما تعدون الشهيد فيكم؟) فقالوا: يا رسول الله، من قتل في سبيل الله، فهو شهيد، فقال: (إن شهداء أمتي إذاً لقليل)، قالوا: فمن هم يا رسول الله؟ قال: (من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد، قال ابن مقسم: أشهد على أبيك أنه قال: والغريق شهيد).
قال النووي في المجموع شرح المهذب: الشهداء ثلاثة أقسام:
أحدها: شهيد في حكم الدنيا: أي يعامَل في الدنيا معاملة الشهيد، وحكمه ترك الغسل والصلاة عليه، وفي حكم الآخرة بمعنى أن له ثوابًا خاصًا، وهم أحياء عند ربهم يرزقون وهذا هو الذي مات بسبب من أسباب قتال الكفار قبل انقضاء الحرب.
والثاني: شهيد في الآخرة دون الدنيا، وهو المبطون والمطعون والغريق وأشباههم.
والثالث: شهيد في الدنيا دون الآخرة وهو المقتول في حرب الكفار وقد غل من الغنيمة أو قتل مدبرًا، أو قاتل رياءً ونحوه، فلهم حكم الشهداء في الدنيا دون الآخرة. اهـ.