تنبيه |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 11 | |||
|
![]() - أَنْوَاعُ الْفَاصِلَةِ بِاعْتِبَارِ طُولِهَا وَقِصَرِهَا. تنقسم الفواصل باعتبار طولها وقصرها إلى قصيرة ومتوسطة وطويلة: 1 - قصيرة: وهي ما كانت مكونةً من ألفاظ قليلة، مثل: (وَالْـمُرْسَلَاتِ عُرْفًا * فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا) [سورة المرسلات: 1 - 2]. 2 – متوسطة: و هي ما كانت مكونةً من أكثر من لفظتين ولم تصل إلى العشرة، مثل: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ * وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ) [سورة القمر: 1 - 3]. 3 – طويلة: وهي ما زاد على ذلك، مثل: (وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ * وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ) [سورة هود: 9 - 10]. وقد تزيد على العشرين لفظةً، مثل: (إِذْ يُرِيكَهُمُ اللهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) [سورة الأنفال: 43 - 44]. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 12 | |||
|
![]() ثَـالِثًا : أَثَرُ الْفَوَاصِلِ فِي تَوْلِيدِ الْـمَعْنَى[1]. - دَلَالَةُ التَّمْكِينِ: وهي أن تمهد الآية بمعنى يناسب الفاصلة حتى تغدو الفاصلة مكينة في مكانها راسخة في قرارها، مطمئنة من موقعها من غير قلقٍ ولا نشوزٍ، يتعلق معناها بمعنى الآية تعلُّقًا تامًّا وينسجم معه دونما نفور، بحيث لو طُرحت الفاصلة لاختلَّ النظم ونقص المعنى المراد، وهنا تتجلى فائدة التمكين التي تكمن في التقرير والتوكيد واستحكام النظم. مثال: قال الله تعالى: (وَرَدَّ اللهُ الذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللهُ الْـمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزًا) [سورة الأحزاب: 25]، فالآية لو وقفـت عند (وَكَفَى اللهُ الْـمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ) لاحتمل أن يكون ردّ الأحزاب عن المدينة أمرا عارضا اتفاقيا، ولكن الفاصلة (وَكَانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزًا) أبانت أن الله هو الذي ردّهم ودحرهم بقوته وعزته، لأن الله وعد عباده بالنصر والتمكين. قال تعالى في آية أخرى: (قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَـمُرْسَلُونَ * وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْـمُبِينُ) [سورة يس: 16 - 17] فإنه لما ذكر الرسالة، أثار ذلك في الذهن وظيفتها ومهمتها، فكان ذلك توطئة لورود الفاصلة بـ (الْبَلَاغُ الْـمُبِينُ). وأنعم النظر في قوله تعالى: (قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْـمُكْرَمِينَ) [سورة يس: 26 - 27]، فإنه تعالى لما ذكر إدخال عبده الجنة أفاد أنه قد كساه بحلة الرضوان، ومن نال رضوان الله فقد فاز بإكرامه ، فصارت الفاصلة منـاسبة ومتممة للسياق. ------------------- [1]الإتقان في علوم القرآن، مرجع سابق، (3/349 وما بعدها)، بديع القرآن، ابن أبي الأصبع المصري، تحقيق: حنفي محمد شرف، دار نهضة مصر، [د.ت]، (ص 89 - 93)؛ الفاصلة في القرآن، مرجع سابق، (ص 285 وما بعدها). |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 13 | |||
|
![]() - دَلَالَةُ التَّصْدِيرِ: وهي أن تكون الفاصلة بمادتها متقدمة في الآية، وعلى هذا فدلالة التصدير دلالة لفظية.والتصدير أقسام: 1 / موافقة آخر الفاصلة آخر كلمة في الصدر. مثـاله: (أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْـمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللهِ شَهِيدًا) [سـورة النسـاء: 166]. (فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْـمُطَّهِّرِينَ) [سورة التوبة: 108]. 2 / موافقة آخر الفاصلة أول كلمة في الصدر. مثاله: (وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [سورة آل عمران: 8]. (وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ) [سورة الأحزاب: 37]. 3 / موافقة آخر الفاصلة بعض كلمات الصدر، أو ورود مادة الفاصلة في أثناء الآية. مـثـال: (انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا) [سورة الإسراء: 21]. (قَالَ لَـهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى) [سورة طه: 61]. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 14 | |||
|
![]() - دَلَالَةُ التَّوْشِيحِ: وهي أن يرد في الآية معنًى يُشير إلى الفاصلة حتى تُعرف منه قبل قراءتها. مثال: (وَآيَةٌ لَـهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ) [سورة يس: 37]، فإن تالي هذه السورة إذا كان متيقظا فطنا ملاحظا أن فاصلتها النون المردفة، هداه صدر الآية "انسلاخ النهار من الليل" إلى أن الفاصلة ستكون (مُظْلِمُونَ) فإن من انسلخ النهار عن ليله أظلم وظلَّ في الظلمات ما دامت تلك الحال. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 15 | |||
|
![]() - دَلَالَةُ الْإِيغَالِ: وهي أن ترد الآية بمعنًى تامٍّ، وتأتي فاصلتها بزيادة في ذلك المعنى على الحد الذي بلغته الآية. مـثـال: (أَفَحُكْمَ الْـجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [سورة المائدة: 50]، فالكلام تم عند (حُكْمًا) وجاءت الفاصلة (لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) بمعنى زائد هو أنه لا يعلم حقيقةَ حكمِ الله وأنه أحسن من حكم الجاهلية إلا من أيقن وآمن. (إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ) [سورة النمل: 80]، فالمعنى قد تم عند (وَلَّوْا)، غير أنه يبقى محتملا معنى التولي مجانبةً، يَلْحَظُ معها المتولي مخاطِبَه بعضَ اللحظِ، فجاءت الفاصلة (مُدْبِرِينَ)، فزادت على معنى الآية، إذْ أوغلتْ في التعبير عن توليهم، وبالغت في تصوير إعراضهم، حتى جعلته متجافيا عن استيعاب أقل إشارة وأيسر ملاحظة، فإن الإدبار إعراضٌ كلِّيٌّ من جميع الجهات عن صاحب الخطاب. والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. |
|||
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|