سلسلة : الفوائد الحديثية -1-
فوائد من كتاب : تغليق التعليق على صحيح مسلم :
تعريف المعلق – صوره – حكمه – أسبابه – معلقات صحيح مسلم وأنواعها –
لفضيلة الشيخ المحدث علي حسن عبد الحميد الحلبي الاثري رحمه الله :
- تعريف المعلق اصطلاحا :
قال الحافظ ابن حجر في ( هدي الساري ) ( ص 17 ) : ( والمراد بالتعليق : ماحذف من اسناده واحد فاكثر , ولو الى آخر الاسناد ) اهـ .
وعلى هذا , فالمعلق يأتي على صور :
أ – أن يحذف جميع السند , ويقال مثلا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ب – أن يحذف معظم السند , فلا يبقى منه إلا الصحابي أو التابعي والصحابي .
ج – أن يحذف من حدثه , ويضيفه إلى من فوقه .
- حكمه :
الأصل فيما يحذف من الإسناد أن يكون سببا في الجهالة , وبالتالي فحكمه حكم الحديث الضعيف , إلا ما ورد في ( الصحيحين ) من ذلك , فاستثنى العلماء ما ورد بصيغة الجزم فيه من ذلك .
- من أسباب التعليق :
أ- أهمها ما أشار إليه الإمام مسلم نفسه في مقدمة ( صحيحه ) (1/32) حيث قال عن الأئمة الذين نقلوا الأخبار : ( انهم كانت لهم تارات يرسلون فيها الحديث إرسالا , ولا يذكرون من سمعوه منه , وتارات ينشطون فيها فيسندون الخبر على هيئة ما سمعوه ) اهـ .
ب- ومن ذلك أن لا يكون الحديث على شرط القبول , فيعلقه تعليقا .
ج- ومن ذلك أن يكون الحديث في المتابعات لا في الأصول .
د- ومن ذلك أن يكون التعليق إشارة إلى رواية مرجوحة دون الرواية الراجحة .
وهناك أسباب أخرى قد تخفى على البعض , ويقف عليها البعض الآخر , والله اعلم بالصواب .
- أنواع المعلق في ( صحيح مسلم ) :
عدد معلقات مسلم في ( صحيحه ) اثني عشر حديثا مقسمة إلى ثلاثة أقسام :
1- ما علقه ووصله في كتابه نفسه : وعدتها خمسة .
2- ما علقه هو ووصله غيره :
وهو حديث واحد فقط , في كتاب الحيض , باب التيمم ( 369) (114) , وقد وصله البخاري في صحيحه ( 337 ) و أبو داود في ( سننه ) رقم (329) والنسائي في ( سننه ) رقم (311) .
3- ما أبهم فيه شيخه : وعده بعض العلماء معلقا : وعدتها ستة .. ( وراجع تفصيل الشيخ لهذا في أصل الكتاب ) .
فوائد :
1- جميع الأحاديث التي أوردها العلماء على أنها معلقة في ( صحيح مسلم ) جاءت بصيغة الجزم , وليس واحد منها بصيغة التمريض .
2- أن جميع هذه الأحاديث وردت موصولة سواء عنده أو عند غيره .
3- ان القسم الأول – وهو ما عد معلقا بالاتفاق – كله وارد في المتابعات والشواهد , أما القسمان الآخران فهكذا وهكذا .
4- ان الإمام مسلم رحمه الله لم يتجاوز في تعليقه هذه الأحاديث طبقات كثيرة من الإسناد , إنما كانت عن شيوخه , أو عن شيوخهم , فرحمه الله رحمة واسعة ) اهـ مختصرا .
وراجع الأصل لتفصيل ما أجملناه هنا من كلام الشيخ و اختصرناه .
منقول